يسري حسين.كاتب ومعلق سياسي وناقد فني مصري مقيم في لندن
يسري حسين يكتب عن فيلم رفاعة الطهطاوي
جاء المخرج السينمائي صلاح هاشم يوم 9 يونيو2008 إلى جامعة لندن لعرض فيلمه < البحث عن رفاعة > حيث تجمع دارسون وأكاديميون ونقاد في قاعة كلية الدراسات الشرقية والإفريقية , لمتابعة محاولة طموحة لإعادة قراءة التاريخ من خلال مسيرة عالم ديني , أكتشف قوانين التقدم بعناق العلم والمعرفة وفتح أبواب الحرية وتطبيق العدالة .أستخدم الفنان < بوصلة > الكاميرا لرصد الواقع المصري بعد ما يقرب من قرنين من دعوة الطهطاوي , الذي ذهب إلى فرنسا وعاد محملاً بحلول حضارية لقهر التخلف واستعماله قيم العمران الحضاري , وبث الثقة بالمعرفة، وقيامه بترجمة الكتب وإنشاء مدرسة < الألسن > لتعليم اللغات .اتبع المخرج أسلوب السرد السينمائي من خلال تتابع الصور التي تؤسس لتيار جديد داخل السينما الوثائقية والتسجيلية , إذ راح يستكشف ما تبقى من تأثير عالم دين على الحياة المصرية في هذا القرن .تطرح الصور داخل أحياء شعبية وتجمعات سكانية مكتظة , تطرح أسئلة غير مباشرة عما حدث لأفكار التنوير من تعليم المرأة , واختيار العلم وسيلة لتحقيق التقدم والازدهار . أعاد صلاح هاشم , دورة الزمن , وتندفع أحداث الفيلم قرنين إلى الوراء , وترجع مرة أخرى لملامسة الواقع المصري لمعرفة ماذا حدث . وكيف تكالبت الظروف مما عرقل مشروع التنوير برمته فعاد إلى الوراء , مع انحسار واضح لبعض الأفكار والقيم , حيث لم يعد عمل المرأة يحظى بالإجماع , حتى بين النخبة المتعلمة ذاتها , التي كان المفروض منها متابعة استمرار مشروع < رفاعة > الطموح الذي طرحه قبل قرنين من الزمان .
يتركز بناء الحبكة السينمائية على فقرات الموسيقى , هي تنساب في نغمات وجُمل , تطرح طبيعة التعليم في متابعة لحياة رجل خرج من صعيد مصر وجاء إلى القاهرة وتعلم بالأزهر الشريف , وأرسله الوالي < محمد علي > لفرنسا لمرافقة بعثة طلابية توجهت إلى هناك لدراسة العلوم العسكرية والهندسة .وجد < رفاعة > نفسه أمام باريس بأضواء علمها وتقدمها , فلم ينبهر بها , كما فعل محسن في رواية < عصفور من الشرق > لتوفيق الحكيم , وإنما نفذ إلى سر التقدم والطفرة الحضارية , حيث وجد الفرنسيين يعتمدون على العلوم من جانب , وديمقراطية سياسية من طرف آخر , ومناخ يسمح بحقوق التعبير ومشاركة المرأة .
أدرك < الطهطاوي > أن أسباب التقدم إنسانية , استخدمها العرب من قبل فتقدموا , وعندما تراجعوا عنها , أصابهم الأفول . واعتبر أن قراءة القصة الفرنسية مفيد لمصر وللعالم العربي والإسلامي. وعكف خلال إقامته في < باريس > على ترجمة الكتب والإطلاع على أسس الحياة السياسية والتشريعية, والاستفادة من طرق إقامة المعاهد العلمية ومنح العلوم الفرصة لقيادة عقول البشر ودفعهم إلى تحسين أحوالهم.
هذا الانتقال منذ قرنين من القاهرة إلى باريس , قام المخرج السينمائي بإعادة صوغه مرة أخرى بالعكس , أي العودة من فرنسا إلى مصر , بهذا الإرث من الكتب العلمية ودراسات من عصر التنوير الباريسي , ورغبة جامحة لبناء المعاهد والمدارس لتعليم اللغات لدفع المصريين إلى القراءة والإطلاع على حضارة , يمكن لها مساعدتهم بدورهم في الانفتاح على العصر كله .تنقل < كاميرا > المصور اللبناني سامي لمع , في أحياء القاهرة الشعبية وتذهب إلى ضفاف النيل الجميل , للبحث عما جرى خلال قرنين من الزمان لتنقب عن أحفاد < رفاعة > وهل لا تزال رسالته موجودة في الأفئدة والعقول , أم غطتها رمال البلادة وضباب اختلاط الأفكار وضياعها في طيات التردد والقلق , نتيجة أزمات اقتصادية وأخرى اجتماعية وثالثة تعود إلى زيادة معدلات الإنجاب ؟
كأن المخرج يرى عبر إشارات رمزية , يضخها بالصور واللقطات , بوجود الوعي برسالة الطهطاوي , إذ لا يزال الملايين يتجهون إلى المدارس والجامعات والكليات بحثاً عن الخلاص بالعلم والمعرفة والإطلاع .ذهبت < الكاميرا > إلى حي الحسين الشعبي , فسجلت لقطات عن فنون وتدفق موسيقي يعكس وجود الروح في أعلى درجاتها , وكأن الموسيقى هي العلامة المؤكدة على الحراك الاجتماعي والثقافي والاهتمام بالعلم والفنون .تبدو صور الفيلم مشبعة بهذا الهاجس , بأن أنغام الموسيقى هي التأكيد على نبض الحياة , مع وجود لمطربين في سرادقات وقاعات وأنغام تتدفق ووجدان ينتعش , على الرغم من زحام وتكدس وإحباطات تعبر عن نفسها , وإنكار لشرائح النخبة , التي تعود إلى الوراء , وكأنها لم تقرأ < رفاعة > ولم تتعرف على أفكاره ولم تلمس رحلته إلى < باريس > وعودته إلى القاهرة , محملاً بالكتب والأفكار والمراجع والأماني بشأن نهضة مصر والعرب أجمعين , بمجرد طرح هذه الوسيلة التي استخدمتها < فرنسا > , فتقدمت ويمكن الاعتماد عليها وتجريب باستنساخ التجربة ذاتها .كذا فكّّر < إسماعيل > بطل يحي حقي في روايته < قنديل أم هاشم > , أن مجرد طرح علاج العلم الطبي , سيشفي عينين < فاطمة المريضة > , التي رفضت الدواء , لأنه لا ينطلق بروح ثقافتها و إيقاع مشاعرها .
لكن علاج < الطهطاوي > لأمراض مصر , نجح في قيام هذه الجامعات وخروج المرأة للتعليم والعمل معاً , ووجود بعض الأشكال التي تمنح الأمل في تحقيق مسار الديمقراطية مع تطبيق العدالة .
والطريق لا يزال طويلاً , لكن على الأقل < الحل > تم زرعه في البيئة , يعمل أحياناً مع نهضة بداية القرن الماضي في انطلاق بناء الجامعات وحركة الثقافة وانتشار السينما , ويعود للتراجع نتيجة الضغط من جماعات , ترى أن غلق النوافذ هو الحل للمحافظة على خصوصية . وهذا الطريق جربه < مماليك > مصر قبل قرنين . وعندما جاء < نابليون > بجنوده لغزو مصر , لم تنفع سيوفهم في وقف طلقات المدافع , مما أكد أن معركة أسلحة الحضارة هي الحامية للهوية والمدافعة عن الخصوصية وأركان العقيدة . إن الأمم الضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها . وهذا ما أدركه رفاعة الطهطاوي , فأراد تسليح المصريين ببنادق العلم ومعرفة اللغات وإتقان اللعبة السياسية الديمقراطية لإقامة البرلمانات ومجالس الشورى , حتى يسود العدل مع الحرية معاً .يطرح المخرج الفنان , كل هذا الحشد من الأفكار والتأملات خلال استعراض كاميرته لأحياء القاهرة الشعبية , مع لقاءات لناس بسطاء وآخرين متعلمين , لكن علمهم قاصر , ولا يفتح آفاق الوعي ولا ينير العقل , فتنطلق ملاحظات حادة ضد < الطهطاوي > نفسه , لأنه نادى في رأيهم بتعليم المرأة وخروجها إلى العمل
وقد تدفقت محاور الحوار بشأن صور الفيلم ولقطاته والشهادات التي قدمها حول قضايا التعليم والمرأة. وخرج العمل الفني عن نطاق التوثيق التقليدي ، وهذا يعود إلى ثقافة المخرج الفنية وشغفه بموجات الموسيقى وارتباطه بالبيئة الشعبية المصرية
نجح < هاشم > في تحويل أفكاره كناقد سينمائي ومثقف , إلى صوغ تجربة بهذا الثراء , تركت عند متذوقين وأكاديميين , انطباعا بأن الفن يستطيع مناقشة القضايا الصعبة من خلال فقرات الإبداع الجميل , فيضخ البهجة في النفوس ويزيد من جرعة الحماس الفكري على المتابعة .واشتراك مصري يقيم في فرنسا هو صلاح هاشم مع مصور لبناني هو سامي لمع ومثقفة كويتية هي نجاح كرم التي أنتجت الفيلم في صنع هذا الشريط البديع , الذي يكشف بأن قضايا المنطقة لا تخص فئة معينة أو ثقافة محددة , وإنما تصب في نهر عميق، يربط أجزاء المنطقة كلها بطموحات تكاد تكون واحدة , في القفز إلى نهر العطاء واستخدام الفن للتعبير عن هموم وأشواق , والانطلاق في أحلام الأوطان، بتعزيز قيمة الحرية وتأكيد الديمقراطية ومناصرة العدل بكل أشكاله .فيلم صلاح هاشم < البحث عن رفاعة > هو شريط يحمل يقظة الفن الجميل، في ملامسة تطورات الروح، وتشعبها وتطلعها إلى تحقق , من خلال رواد طرحوا مشروع النهضة , الذي لا يزال قائماً ويضغط بكل الطرق من أجل تحقيقه , على الرغم من صعوبات وتردد، وبعض الضباب الذي يغلف العقول، ويمنعها من رؤية نور العلم وبريق الحضارة .
------------------------------
عن موقع شبكة السينما العربية بتاريخ 6 يناير 2009
يسري حسين يكتب عن فيلم رفاعة الطهطاوي
جاء المخرج السينمائي صلاح هاشم يوم 9 يونيو2008 إلى جامعة لندن لعرض فيلمه < البحث عن رفاعة > حيث تجمع دارسون وأكاديميون ونقاد في قاعة كلية الدراسات الشرقية والإفريقية , لمتابعة محاولة طموحة لإعادة قراءة التاريخ من خلال مسيرة عالم ديني , أكتشف قوانين التقدم بعناق العلم والمعرفة وفتح أبواب الحرية وتطبيق العدالة .أستخدم الفنان < بوصلة > الكاميرا لرصد الواقع المصري بعد ما يقرب من قرنين من دعوة الطهطاوي , الذي ذهب إلى فرنسا وعاد محملاً بحلول حضارية لقهر التخلف واستعماله قيم العمران الحضاري , وبث الثقة بالمعرفة، وقيامه بترجمة الكتب وإنشاء مدرسة < الألسن > لتعليم اللغات .اتبع المخرج أسلوب السرد السينمائي من خلال تتابع الصور التي تؤسس لتيار جديد داخل السينما الوثائقية والتسجيلية , إذ راح يستكشف ما تبقى من تأثير عالم دين على الحياة المصرية في هذا القرن .تطرح الصور داخل أحياء شعبية وتجمعات سكانية مكتظة , تطرح أسئلة غير مباشرة عما حدث لأفكار التنوير من تعليم المرأة , واختيار العلم وسيلة لتحقيق التقدم والازدهار . أعاد صلاح هاشم , دورة الزمن , وتندفع أحداث الفيلم قرنين إلى الوراء , وترجع مرة أخرى لملامسة الواقع المصري لمعرفة ماذا حدث . وكيف تكالبت الظروف مما عرقل مشروع التنوير برمته فعاد إلى الوراء , مع انحسار واضح لبعض الأفكار والقيم , حيث لم يعد عمل المرأة يحظى بالإجماع , حتى بين النخبة المتعلمة ذاتها , التي كان المفروض منها متابعة استمرار مشروع < رفاعة > الطموح الذي طرحه قبل قرنين من الزمان .
يتركز بناء الحبكة السينمائية على فقرات الموسيقى , هي تنساب في نغمات وجُمل , تطرح طبيعة التعليم في متابعة لحياة رجل خرج من صعيد مصر وجاء إلى القاهرة وتعلم بالأزهر الشريف , وأرسله الوالي < محمد علي > لفرنسا لمرافقة بعثة طلابية توجهت إلى هناك لدراسة العلوم العسكرية والهندسة .وجد < رفاعة > نفسه أمام باريس بأضواء علمها وتقدمها , فلم ينبهر بها , كما فعل محسن في رواية < عصفور من الشرق > لتوفيق الحكيم , وإنما نفذ إلى سر التقدم والطفرة الحضارية , حيث وجد الفرنسيين يعتمدون على العلوم من جانب , وديمقراطية سياسية من طرف آخر , ومناخ يسمح بحقوق التعبير ومشاركة المرأة .
أدرك < الطهطاوي > أن أسباب التقدم إنسانية , استخدمها العرب من قبل فتقدموا , وعندما تراجعوا عنها , أصابهم الأفول . واعتبر أن قراءة القصة الفرنسية مفيد لمصر وللعالم العربي والإسلامي. وعكف خلال إقامته في < باريس > على ترجمة الكتب والإطلاع على أسس الحياة السياسية والتشريعية, والاستفادة من طرق إقامة المعاهد العلمية ومنح العلوم الفرصة لقيادة عقول البشر ودفعهم إلى تحسين أحوالهم.
هذا الانتقال منذ قرنين من القاهرة إلى باريس , قام المخرج السينمائي بإعادة صوغه مرة أخرى بالعكس , أي العودة من فرنسا إلى مصر , بهذا الإرث من الكتب العلمية ودراسات من عصر التنوير الباريسي , ورغبة جامحة لبناء المعاهد والمدارس لتعليم اللغات لدفع المصريين إلى القراءة والإطلاع على حضارة , يمكن لها مساعدتهم بدورهم في الانفتاح على العصر كله .تنقل < كاميرا > المصور اللبناني سامي لمع , في أحياء القاهرة الشعبية وتذهب إلى ضفاف النيل الجميل , للبحث عما جرى خلال قرنين من الزمان لتنقب عن أحفاد < رفاعة > وهل لا تزال رسالته موجودة في الأفئدة والعقول , أم غطتها رمال البلادة وضباب اختلاط الأفكار وضياعها في طيات التردد والقلق , نتيجة أزمات اقتصادية وأخرى اجتماعية وثالثة تعود إلى زيادة معدلات الإنجاب ؟
كأن المخرج يرى عبر إشارات رمزية , يضخها بالصور واللقطات , بوجود الوعي برسالة الطهطاوي , إذ لا يزال الملايين يتجهون إلى المدارس والجامعات والكليات بحثاً عن الخلاص بالعلم والمعرفة والإطلاع .ذهبت < الكاميرا > إلى حي الحسين الشعبي , فسجلت لقطات عن فنون وتدفق موسيقي يعكس وجود الروح في أعلى درجاتها , وكأن الموسيقى هي العلامة المؤكدة على الحراك الاجتماعي والثقافي والاهتمام بالعلم والفنون .تبدو صور الفيلم مشبعة بهذا الهاجس , بأن أنغام الموسيقى هي التأكيد على نبض الحياة , مع وجود لمطربين في سرادقات وقاعات وأنغام تتدفق ووجدان ينتعش , على الرغم من زحام وتكدس وإحباطات تعبر عن نفسها , وإنكار لشرائح النخبة , التي تعود إلى الوراء , وكأنها لم تقرأ < رفاعة > ولم تتعرف على أفكاره ولم تلمس رحلته إلى < باريس > وعودته إلى القاهرة , محملاً بالكتب والأفكار والمراجع والأماني بشأن نهضة مصر والعرب أجمعين , بمجرد طرح هذه الوسيلة التي استخدمتها < فرنسا > , فتقدمت ويمكن الاعتماد عليها وتجريب باستنساخ التجربة ذاتها .كذا فكّّر < إسماعيل > بطل يحي حقي في روايته < قنديل أم هاشم > , أن مجرد طرح علاج العلم الطبي , سيشفي عينين < فاطمة المريضة > , التي رفضت الدواء , لأنه لا ينطلق بروح ثقافتها و إيقاع مشاعرها .
لكن علاج < الطهطاوي > لأمراض مصر , نجح في قيام هذه الجامعات وخروج المرأة للتعليم والعمل معاً , ووجود بعض الأشكال التي تمنح الأمل في تحقيق مسار الديمقراطية مع تطبيق العدالة .
والطريق لا يزال طويلاً , لكن على الأقل < الحل > تم زرعه في البيئة , يعمل أحياناً مع نهضة بداية القرن الماضي في انطلاق بناء الجامعات وحركة الثقافة وانتشار السينما , ويعود للتراجع نتيجة الضغط من جماعات , ترى أن غلق النوافذ هو الحل للمحافظة على خصوصية . وهذا الطريق جربه < مماليك > مصر قبل قرنين . وعندما جاء < نابليون > بجنوده لغزو مصر , لم تنفع سيوفهم في وقف طلقات المدافع , مما أكد أن معركة أسلحة الحضارة هي الحامية للهوية والمدافعة عن الخصوصية وأركان العقيدة . إن الأمم الضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها . وهذا ما أدركه رفاعة الطهطاوي , فأراد تسليح المصريين ببنادق العلم ومعرفة اللغات وإتقان اللعبة السياسية الديمقراطية لإقامة البرلمانات ومجالس الشورى , حتى يسود العدل مع الحرية معاً .يطرح المخرج الفنان , كل هذا الحشد من الأفكار والتأملات خلال استعراض كاميرته لأحياء القاهرة الشعبية , مع لقاءات لناس بسطاء وآخرين متعلمين , لكن علمهم قاصر , ولا يفتح آفاق الوعي ولا ينير العقل , فتنطلق ملاحظات حادة ضد < الطهطاوي > نفسه , لأنه نادى في رأيهم بتعليم المرأة وخروجها إلى العمل
وقد تدفقت محاور الحوار بشأن صور الفيلم ولقطاته والشهادات التي قدمها حول قضايا التعليم والمرأة. وخرج العمل الفني عن نطاق التوثيق التقليدي ، وهذا يعود إلى ثقافة المخرج الفنية وشغفه بموجات الموسيقى وارتباطه بالبيئة الشعبية المصرية
نجح < هاشم > في تحويل أفكاره كناقد سينمائي ومثقف , إلى صوغ تجربة بهذا الثراء , تركت عند متذوقين وأكاديميين , انطباعا بأن الفن يستطيع مناقشة القضايا الصعبة من خلال فقرات الإبداع الجميل , فيضخ البهجة في النفوس ويزيد من جرعة الحماس الفكري على المتابعة .واشتراك مصري يقيم في فرنسا هو صلاح هاشم مع مصور لبناني هو سامي لمع ومثقفة كويتية هي نجاح كرم التي أنتجت الفيلم في صنع هذا الشريط البديع , الذي يكشف بأن قضايا المنطقة لا تخص فئة معينة أو ثقافة محددة , وإنما تصب في نهر عميق، يربط أجزاء المنطقة كلها بطموحات تكاد تكون واحدة , في القفز إلى نهر العطاء واستخدام الفن للتعبير عن هموم وأشواق , والانطلاق في أحلام الأوطان، بتعزيز قيمة الحرية وتأكيد الديمقراطية ومناصرة العدل بكل أشكاله .فيلم صلاح هاشم < البحث عن رفاعة > هو شريط يحمل يقظة الفن الجميل، في ملامسة تطورات الروح، وتشعبها وتطلعها إلى تحقق , من خلال رواد طرحوا مشروع النهضة , الذي لا يزال قائماً ويضغط بكل الطرق من أجل تحقيقه , على الرغم من صعوبات وتردد، وبعض الضباب الذي يغلف العقول، ويمنعها من رؤية نور العلم وبريق الحضارة .
------------------------------
عن موقع شبكة السينما العربية بتاريخ 6 يناير 2009
a scene from Salah Hashem film LOOKING FOR RIFAA.2008
منظر من فيلم " البحث عن رفاعة " لصلاح هاشم
No comments:
Post a Comment