Wednesday, November 05, 2014

الحاجة سيدة أمي..، وجه من قلعة الكبش ،.. وقصيدة


الحاجة سيدة أم صلاح.. وجه من قلعة الكبش



قصيدة من كتاب " كرسي العرش. حكايات من قلعة الكبش " الصادر عن " ميريت" في مصرعام 2001
قد يكون وجهها، الذي تحلم به منذ زمن بعيد ، مطلا عليك من نوافذ القطارات الراحلة الي المدن البعيدة الاسطورة ، ولا أمل في الرجوع
يكون الضباب ملتفا حول أعمدة النور المبعثرة ، وزاحفا فوق صدر الارض ، متسلقا النور الساقط من مصابيح النيون الزجاجية ، خارجا باندفاع الزفير ، تلفظه الصدور الباردة
وأنت ، تحملك العربة. تعتلي كومة الرمل. ومعك العجوز " عم زيان " في البرد يبتسم
ويربت علي كتفيك من آن لآخر ، فتعرف أيها الصغير, أن الحياة ، في فرح التحدي ، ..تشب
وعندما تنتزع نفسك من اصفرار الكتب. وتخرج الي الطريق من خلف قضبان الذات الطماعة في توحش ،
متخلصا من كل الحكم القديمة ، وتحلل المواعظ المندثرة ، وعاريا تعدو خلف القطار
تاركا خلفك ..كل ما ملكت
والقطارات الراحلة عن مدن الجفاف والسموم تطلق صفاراتها
يغيب عنك وجهها المطل في الحلم
ةتبتعد النوافذ في الظلام
لكن ، وأنت تعدو
عاريا تحت المطر
والنجوم ترقبك
يكون اليقين الواحد
مبتسما كان وجهها
فتعدو
تتطهر زهرة اللوتس في الماء المقدس
من تسلط الاشياء القديمة وروائح المستنقعات العفنة
وتدخل في النسيم
وعندما تتمايل سنابل القمح علي مقربة من نبع الوادي
تكون كل الطيور في مواكب الرياح
القادمة
تطهرت
وتعطرت
بنفس الرحم الواحد
واغتسلت بطمأنينة اللقاء
فتتحسس الاقدام وللمرة الاولي الارض المتشققة
وتسري قشعريرة كل البدايات الاولي المترددة
لكن الرغبة في التوحد بالارض
تكون قد سكنت رحم الروح
فترتفع الرايات علي طول الميادين
وافرحتاه..الارض تنبت العشب
فيا ايها النغم الواحد
المتجدد
الساري في حضن الجبل
ورحم الزهرة
وقلب الوادي
لا من كبير يرشد زهرة اللوتس الي طريق النغم
فهل تحلق ؟
وأين تكون
بداية طريق
لانهاية
له

(...)

صلاح هاشم. مقتطف من كتاب " كرسي العرش. حكايات من قلعة الكبش " انظر الفهرس