Saturday, August 20, 2005

الحصان الابيض.



تتفجر الرؤيا عند صلاح هاشم من الدخول في تشابكات الواقع وكوابيسه ، والخروج من مناطق اللافعل ، والدخول في دوامة الخلق ، والتمرد. انها صرخة امام العذابات المستكينة المترهلة، للضرب المبرح، والاهانات المتصلبة، والعيون المترصدة..أمام الرعب المتغير، والغربة في وطن الاسياد والعجائز, ملاك الديار المكتظة رعبا. يكون التخفي أحيانا في مناطق الظل، محاولة يائسة لرصد ميلاد الفعل، وحين ذلك ، يكون هو الفعل ..بلاتردد





الحصان الابيض. الطبعة الثانية. 2005



مجموعة " الحصان الابيض " لصلاح هاشم ، صدرت طبعتها الاولي في مصر عن دار الثقافة الجديدة " في اكتوبر عام 1976 وأشرف علي اصدارها القاص الكاتب الصحفي عبده جبير, وكان صلاح هاشم آنذاك قد حط الترحال بعد رحلة " اون دك " علي سطح سفينة من الاسكندرية الي بيريه في اليونان, حيث كانت صديقته المصرية( أ ) تنتظره هناك في الميناء لكي يسافرا معا اوتوستوب من اليونان الي فينيسيا. ومن بيريه سافرا أوتوستوب الي سالونيكي في شمال اليونان ، ومنها الي تريستي في يوغوسلافيا سابقا علي ساحل البحر الادرياتيكي, ثم فينيسيا في ايطاليا, ومن ميلانو سافر صلاح هاشم الي باريس , صاعدا اليها من مدينة ليون، بطريقة الاتوستوب، بعد ان انتهي من العمل في موسم قطاف العنب " الفاندانج " في الجنوب، وطاف بانحاء فيل فرانش سور صون، وحتي بلدة " بار " بالقرب من مدينة ستراسبورج الفرنسية علي الحدود الالمانية في الشمال, ويكتب حاليا عن ذكريات رحلته هذه ومغامراته من مصر الي باريس في رواية " أون دك " ،وربما تنشر قريبا


الاهداء*

الي زهرة اللوتس وهي تتطهر في الماء المقدس من تسلط الاشياء القديمة العالقة وروائح المستنقعات العفنة ، وتدخل في النسيم..
الي الاقدام.. وهي تتحسس للمرة الاولي الارض المتشققة ، فتسري قشعريرة كل البدايات الاولي المترددة
الي الرغبة في التوحد بالارض والتحليق يسكنان فينا رحم الروح
000000



الزيارة



كنا نجلس في الغرفة..ثلاثتنا، نتحدث. انا وهي.أقصد حبيبتي. والضحك. كنت قد عدت من عملي خائر القوي منهوكا، بعد أن قضيت 
طيلة نهاري وأنا أدون مجموعات جديدة من الحفريات اكتشفت في منطقة سقارة.سحبت من جيبي منديلا أصفر مسحت به جبهتي التي تنضح عرقا. كانت حبيبتي تجلس علي كرسي من خشب الخيزران.صامتة. وقد انكفأ وجهها فوق ثدييها. كانت بالامس تحملق في وتقول لي كلاما لم أسمع لسانها ينطق به من قبل. كانت تقول لي
نحن في حاجة الي طفل جديد، فبالامس جاءتني الغجرية، وقالت لي أنني سأخنق طفلي مرة ثانية حين يجييء الي هذا العالم
زوجتي حميدة كانت تصبغ شعرها كل عام ، أما الآن فهي تصبغه كل شهر. قلت لها مرارا وتكرارا
لافائدة ياحميدة..لابد أن تغيري القبقاب الخشبي فصوته المزعج يتردد في أذني وأنما غارق في مياه الحمام استشعر لذتها بكل ذرة في كياني
كانت حميدة تردد دائما في مجهي أن زهرة اللوتس في حديقتنا قد ذبلت، وان الاله اوزوريس، سيشرق يوما علي هذه الارض كي تنعم النساء ببركته
كلا
كانت تقولها في حرقة ، وهي تجلس نصف عارية علي حافة الفرتش، والساعة تدق الواحدة بعد منتصف الليل، وسكون مطبق يلف الوجود في غلالة سوداء
آه لو لمسني الاله العظيم بصولجانه الذهبيو اذن لاينعت زهرة اللوتس مرة اخري في حديقتنا.
قلت لها
ياعزيزتي .. ينبغي أن تشتري قبقابا جديدا
فأجابتني قائلة
بائع القباقيب الخشبية الذي يقف عند ناصية الشارع لم يعد هناك. فبالامس قبضوا عليه. قبض البوليس عليه بعد أن قتل زوجته, وخرج الي الشارع وهو يصرخ في الغادين والرائحين
قلت لها الف مرة أن تشتري حزمة من أوراق النعناع، تجففها في الشمس ساعة الغروب..ثم تبتلعها.. عل المولود يخرج الي الوجود ولو مرة واحدة فعضتني ابنة الكلب
كان يصرخ في الناس يااباشجير ويقوي
زهرة اللوتس ذبلت في حديقتنا
كانت زوجتي كثيرا ماتتأوه في الفراش, وأنا اتمتم في اذنيها، باسم الاله اوزوريس خالق الحياة وحاصد الامل واقول
يازوجتي العزيزة انا في حاجة الي طفل. يازوجتي العزيزة انا في حاجة الي طفل لاتخنقيه
بل كثيرا ماكانت زوجتي تهب من نومها فزعة وهي تقول
غدآ سآتي اليك بطفل تغار النجوم من جماله
زوجتي حميدة كانت تحب العسل
كنت احضر لها كل شهر " بلاصا " من العسل
كانت زوجتي تلعق العسل بلسانها ثم تقول
مااحلي العسل
ثم تشير بيديها الي كائن غريب كان ينصت الي حديثنا من وراء النافذة وتقول
ياصديقي..ياولدي العزيز..يارفيقي في الحياة..انت احلي من العسل
ثم تسألني
متي يازوجي العزيز..متي تزهر زهرة اللوتس في حديقتنا
فأجيبها
عدا..أو بعد غد.. يازوجتي الحبيبة
كان الضحك في مدينتنا يزورنا كل يوم خميس،وكان هذا يوم الخميس
زوجتي حين علمت أن الضحك سيزورنا أشترت ثريا جديدة علقتها في غرفة الصالون، وشمعتين كبيرتين..وضعت احداهما علي يمين الداخل.. والاخري علي يساره
وفرشت الارلاض بالحناء
وضمخت جسدها بعطر الياسمين
ولاول مرة تدق الدفوف في دارنا .. وتعقد حلقات الذكر
ضحك الضحك.ضحكت زوجتي.ضحكت أنا الآخر
مر درويش أسفل النافذة وهو يصيح
غدا يزوركم الاله اوزوريس فاضحكوا ماشاء لكم الضحك..غدا تزهر زهرة اللوتس في حديقتكم
ثم نظر الي اعلي ، وصاح بأعلي صوته
يامن سيصير أبا شجير أبشر خيرا.. يامن سيصير أبا شجير..ابشرخيرا
لحظتئذ أمطرت السماء، فصرخت في زوجتي
يا أم ...يا أم
تعالي بللي جسدك بالمطر
تعالي بللي جسدك بالمطر
زوجتي اغلقت النافذة بعد أن بللت جسدها كله بالمطر من مفرق الرأس حتي اخمص القدم ، وقالت للدرويش
تعال غدا الي منزلننا،..فسننعم عليك بالكثير..والكثير






No comments: