مسجد احمد بن طولون في حينا العريق " قلعة الكبش " من أعمال السيدة زينب
حلم سينما ايزيس
يعتبر حي " قلعة الكبش " من أعرق الاحياء الشعبية في بر مصر العامرة بالخلق.حيث يقع علي مقربة" فركة كعب" من مسجد السيدة زينب أم هاشم حفيدة الرسول محمد الكريم ، ويضم الحي الذي يعتبر " صرة " السيدة زينب، أحد اهم المعالم الاسلامية في العالم ، واعني به مسجد احمد بن طولون، الذي شيد علي نسق مسجد سامراء في العراق، حيث يتم الصعود الي مئذنة الجامع عبر سلم حجري خارجي، يقودك الي قمة المئذنة، لكي تطل من هناك علي منظر مدينة القاهرة الساحر، مدينة الالف مئذنة، وتشهق من جماله . هناك ولدت في رحاب مسجد احمد بن طولون الذي يأتي اليه السياح من كل مكان ، وكنا نحن اطفال الحي الاشقياء العفاريت خالطناهم، وازعجناهم بنداءاتنا وصياحنا وصراخنا ، ورشقناهم بالطوب، حين كانوا يرفضون لنا طلبا بالحاح . كنا نناديهم " كوم بياستر كوم بياستر- اي تعال ياقرش.او احدفونا بقرش صاغ ، فكانوا تحت الحاحنا يلقون علينا بالقروش القليلة المتبقية في جيوبهم، ويغتطبطون لمشاهدتنا من عل، ونحن بعد الخروج من المدرسة نصعد "الدحديرة "مع القرود والبشر والمعيز. وكنا نصعد التل " الدحديرة " ونحن نقلد الهنود الحمر في افلام رعاة البقر الامريكية لجون وين وبيرت لانكستر وهمفري بوجارت وريتشارد ويدمارك التي كنا نشاهدها في " سينما ايزيس " امام مستشفي حوض المرصود، والحديقة الوحيدة في الحي التي تتوسط المكان ، حديقة حوض المرصود. وكانت اسعد واجمل ايام حياتنا ، حين كنا نهرب من مدرسة حسن باشا طاهر الابتدائية في الحلمية في فترة الخمسينيات، نهرب من ضربنا بالجزم في الحصص، ونذهب الي سينما ايزيس. كانت آنذاك متعتنا وجنتنا ، وقاعدة انطلاق لمغامرة الحياة ، والسفر الي تلك العوالم السحرية التي لم نسمع بها من قبل. ثم اتي علي ايزيس معول الهدم، فصارت خرابة مهملة لفترة بعد ان اغلقت، ، وكما تحولت " سينما الاهلي " الي محل من محلات عمر افندي في حينا الكبير السيدة زينب ، اختفت ايضا سينما ايزيس من حياتنا، بعد ان تحولت الآن الي مصنع حلويات، تابع لفبريقة الرشيدي، التي اكتسبت شهرتها في مصر من التخصص في صنع " الحلاوة الطحينية " فحزنت عليها حزن الموت . كنا تعلمنا في سينما ايزيس كيف نحب ونحضن ونغازل ونتحايل علي البقاء علي قيد الحياة. وكانت مدرسة ايزيس اهم من كل المدارس الرسمية التي درسنا وتعلمنا فيها فقد علمتنا كيف ننطلق علي جناح المخيلة وكيف ويجب أن نحلم. وقد اردت من تأسيس موقع " سينما ايزيس " او مدونة ايزيس، سمها ما تشاء انت حر،اردت ان تكون "تحية " الي " سينما ايزيس " هذه فلا تذهب من ذاكرتنا وتموت الي الابد، ولم يكن دافعي الي انشاء تلك المدونة او ذلك الموقع ان يكون تكريسا لمجد شخصي تافه وزائل وعبيط
صلاح هاشم
No comments:
Post a Comment